خبر جريدة الرياض
تكشف عن أضرار الممارسة خارج العلاقة الشرعية
«الثقافة الجنسية في المناهج» .. الوعي يحصّن المراهقة
الدمام، تحقيق - إبراهيم الشيبان
تعالت أصوات المطالبين بوجود مواد دراسية تعنى بتعليم التربية والثقافة الجنسية، مؤطرة بلباس شرعي تقدم للطلبة بشكل مبسط لبيان أضرار ممارسة الجنس خارج العلاقة الشرعية التي حددها الله سبحانه وتعالى بالزواج، لافتين إلى أن التقرير الذي قدمته «الشؤون الصحية والايدز بالبنك الدولي» عن الإحصائيات الدولية لعام 2009م يشير إلى انتشار مرض «الايدز» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن عدد الإصابات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 35000 مصاب، مرجعين أسباب الارتفاع إلى ضعف الثقافة الجنسية، فيما كشف البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز عن بلوغ حالاته في المملكة حتى نهاية عام 2008إلى 13 ألف حالة منها ثلاثة آلاف مواطن (أي ما يعادل 25 في المائة)، وأن محافظة جدة تمثل النسبة الأعلى في اكتشاف الحالات التي تبلغ ما يقارب 83 في المائة من إجمالي الإصابات في المملكة.
وكشف عدد من الأطباء أن زيادة مرضى "الايدز" و"الزهري" و"السيلان" وأمراض "البروستاتا"، أتى في غياب الثقافة الجنسية، وعدم وعي عدد كبير من الشباب، لاسيما بعد ترويج إعلاني لعدد من المقويات الجنسية مثل "الفياغرا" و"المنشطات الجنسية" الأخرى.
تحصين الشباب
يقول المواطنان "أحمد الساعد" و"حسين الدباء": إن الأطفال في الوقت الحاضر يعرفون كل شيء عن الجنس ولكن بصورة مشوهة، متهمين عددا من القنوات الفضائية بتصدير ثقافة جنسية مغلوطة إلينا، داعين إلى تحصين الشباب في وقت الدراسة بشرح الجنس لهم وكيفية إقامته وتحت أي مظلة، مؤكدين أن هذه الطريقة أفضل من أن يأتيهم عبر بطاقات تباع بأرخص الأسعار، مشيرين إلى أن الجنس يباع بمساعدة العمالة الوافدة وب"حفنة" ريالات، وهذا ما قد يجعل لدينا ثقافة جنسية عكسية، مما قد يزيد من ظاهرة التحرش في المجمعات والأسواق وحتى المدارس، مؤكدين أن الدول المتقدمة تدرس الطلبة والطالبات الثقافة الجنسية للعلم وليس للممارسة، مع توضيح خطر ممارسته تحت أي مظلة أخرى غير الزواج.
مثيرات «القنوات والنت» مخيفة على الجنسين ولا نزال «متفرجين»
دورات إلزامية
ونادى الشاب "عمر الرشيدي" بإيجاد دورات إلزامية للمقبلين على الزواج، لمساعدتهم في إيصال معلومات مبسطة عن الثقافة الجنسية، فيما طالب "عبد العزيز الدوسري" - ولي أمر طالب - بأن تشكل لجنة من المرشدين والمرشدات والمتخصصين والمتخصصات يقومون بإعطاء هذا البرنامج للطلاب وللطالبات، مرجعاً هذا الاختيار بأن المعلمين والمتخصصين من الجنسين هم الأقدر على إيصال هذه الفكرة مستثنين طلبة المرحلة الابتدائية، وعلق "فهد الحارثي" - طالب - بقوله: أنا شخصيًا لا أرى أي مانع في تدريس مادة الثقافة الجنسية بضوابط شرعية لنا في المرحلة الثانوية - طبعًا كمادة إضافية لا تدخل في المعدل -، موضحاً أن الأهم أن يتعرف الطلاب على "الصح" و"الغلط"، وليس كل شيء عيباً، مؤكداً أنه في الوقت الحالي الصغار يعرفون أكثر من الكبار، بسبب تعلقهم ب"الانترنت" والقنوات الفضائية، إلا أنهم لا يعون مخاطر بعض العلاقات المشبوهة بين الجنسين.
نحتاج إلى تصويب مفاهيم «الانفلات والتحرش والاغتصاب» للحد من السلوكيات المخالفة
الإرشاد الأسري
ونبه "د.عبد العزيز المطوع" رئيس قسم التربية وعلم النفس في جامعة الدمام، من خلط المصطلحات قائلاً: نحن لسنا بحاجة إلى ثقافة جنسية بقدر حاجتنا إلى إيجاد وتعليم تربية جنسية لأبنائنا سواء في المدارس أو حتى في الجامعات، مبيناً بأن هناك ثقافة جنسية مستوردة نحن لسنا بحاجة لها، فلكل مجتمع ثقافته الجنسية، مطالباً بإدخال التربية الجنسية في المناهج الدراسية، ومستشهداً بسورة "النور" في القرآن الكريم التي فيها من تعاليم التربية التي لا تخدش الحياء، مشيراً إلى أن الإسلام أنزل التربية الجنسية من خلال "التفريق في المضاجع"، مشدداً على إحاطة الأبناء بالإرشاد الأسري، فالأسرة هي المفتاح الأهم في رفع مستوى التربية الجنسية لدى الأبناء